أَتى نَبِيَّ اللَـهِ يَومـاً ثَعلَـبُ
فَقالَ يا مَـولايَ إِنّـي مُذنِـبُ
قَد سَوَّدَت صَحيفَتي الذُنـوبُ
وَإِن وَجَـدتُ شافِعـاً أَتـوبُ
فَاِسأَل إِلهـي عَفـوَهُ الجَليـلا
لِتائِـبٍ قَـد جـاءَهُ ذَلـيـلا
وَإِنَّنـي وَإِن أَسَـأتُ السَيـرا
عَملتُ شَرّاً وَعَملـتُ خَيـرا
فَقَد أَتانـي ذاتَ يَـومٍ أَرنَـبُ
يَرتَعُ تَحتَ مَنزِلـي وَيَلعَـبُ
وَلَـم يَكُـن مُراقِـبٌ هُنالِكـا
لَكِنَّنـي تَرَكتُـهُ مَـع ذَلِـكـا
إِذ عِفتُ في اِفتِراسِهِ الدَنـاءَه
فَلَم يَصِلهُ مِـن يَـدي مَسـاءَه
وَكانَ في المَجلِسِ ذاكَ الأَرنَبُ
يَسمَعُ ما يُبدي هُناكَ الثَعلَـبُ
فَقـالَ لَمّـا اِنقَطَـعَ الحَديـثُ
قَد كانَ ذاكَ الزُهدُ يا خَبيـثُ
وَأَنتَ بَيـنَ المَـوتِ وَالحَيـاةِ
مِن تُخمَة أَلقَتكَ فـي الفَـلاةِ
كريمة المغربية