فما نفع الربيع السمح إن لم يؤنس الموتى ويكمل
بعدهم فرح الحياة ونضرة النسيان؟
تلك طريقة في فكّ لغز الشعر
- شعري العاطفي على الأقل -
وما المنام سوى طريقتنا الوحيدة في الكلام/
وأيها الموت التبس واجلس
على بلّور أيامي، كأنك واحدٌ من
أصدقائي الدائمين، كأنك المنفيّ بين
الكائنات. فوحدك المنفيّ
لا تحيا حياتك. ما حياتك غير موتي. لا
تعيش ولا تموت. وتخطف الأطفال
من عطش الحليب إلى الحيب ولم
تكن طفلا تهز له الحساسين السرير،
ولم يداعبك الملائكة الصغار ولا
قرون الأيّل الساهي، كما فعلت لنا
نحن الضيوف على الفراشة. وحدك
المنفي يا مسكين، لا امرأةٌ تضمك
بين نهديها، ولا امرأة تقاسمك
الحنين إلى اقتصاد الليل باللفظ الإباحي
المرادف لاختلاط الأرض فينا بالسماء.
ولم تلد ولدا يجيئك ضارعا: أبتي،
أحبك. وحدك المنفي يا ملك
الملوك، ولا مديح لصولجانك. لا
صقور على حصانك. لا لآلئ حول
تاجك. أيها العاري من الرايات
والبوق المقدس! كيف تمشي هكذا
من دون حراس وجوقة منشدين
كمشية اللص الجبان. وأنت من؟
أنت المعظّم، عاهل الموتى، القويّ
وقائد الجيش الأشوري العنيد
فاصنع بنا، واصنع بنفسك ما تريد