صغيرٌ في غزة
من أنتَ كي تحيا في وطني؟
ألا تعرفُني شاحبُ الوجه
ألا تعرفُني حينَ أولدُ
و حينَ أموتُ
وحينَ يكونُ بيتي طينٌ وكهف….
كأنني أعيشُ بمنفى
يُحاصرني الجوعُ والطوفانُ والإعصار
لا أملكُ غيرَ رغيفِ الخبزِ
لا أملكُ غيرَ حربٌ ونار….
صغيرٌ في غزة
كأنَ الأرضَ أنجبتني من رحمِها
حَملتُ على كتفي أهاتَ الزمانِ
وويلات الجراح
والكونُ الذي أشدهُ دوماً
يردُ بحقدٍ يعتبروني دولةَ الأشباح….
أيُها العالمُ العنيفُ أنا طفلٌ
أصرخُ…أبكي…أتألم
أحَلمُ بألعابي القديمة
ودفاترُ مدرستي الممزقة
فهل أحيا في أسرٍ
لونُ ستائرهُ دمٍ
ورياحهُ أمواجٌ وإعصار…
صغيرٌ في غزة
لقبي كإسمي الملونُ لاجئ
وأمي فلسطين وأبي قد رحل
وأخي المهاجرُ جمعَ أمتعتهُ
كالطيرِ في السماءِ قد ارتحل….
رغمَ أي نوعٍ من الحصارِ
لن أرحل
سأحيا كما تحيا في وطني
فاغضب كما تشاء
وأصرخ كما تشاء
صغيرٌ في غزة كحباتِ الرملِ
شاحبُ الوجه
حينَ أولدُ وحينَ أموتُ
ليسَ سهلُ الانحناء….
ضياء أبو الأمل